الاثنين، 4 مارس 2013

من فقه الأولويات ....!!


عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال  :
 ( قال رسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ : إن الله عزّ و جلَّ قال : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشىء أحب إلي مما افترضت عليه ، و ما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و لئن سألني عبدي أعطيته ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت و أكره مساءته ). (رواه البخاري )
هذا حديث جامع نأخذ منه مسألة غاية في الأهمية هي أن الطريق إلى رضا الله ومحبته تبدأ بأداء الفروض ثم النوافل ، وهذا خبر في ذات المعنى :
ذكر الغزالي في الإحياء  :
 جاء رجل يودع بشر بن الحارث ، وقد أراد الحج مرة بعد مرة  ، وقال : عزمت على الحج فتأمرني بشيء ؟
 فقال بشر : كم أعددت للنفقة ؟
فقال الرجل : ألفي درهم .
قال بشر : فأي شيء تبغي بحجك ، تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أو ابتغاء مرضاة الله؟؟  قال الرجل : ابتغاء مرضاة الله .
قال بشر : فما قولك لو بلغت مرادك وأنت في منـزلك وتنفق ألفي درهم ، وتكون على يقين من مرضاة الله ، أتفعل ذلك ؟
قال الرجل : نعم !
قال بشر : اذهب فأعطها عشرة أنفس : مديون يقضي دينه ، وفقير يلم تشعثه ، ومُعيل يغني عياله ، ومربي يتيم يُفرحه ، وإن قوي قلبك تعطيها واحدا فافعل ، فإن إدخالك السرور على قلب مسلم ، وإغاثة اللهفان ، وكشف الضر ، وإغاثة الضعيف أفضل من مئة حجة بعد حجة الإسلام ! قم فأخرجها كما أمرناك ، وإلا فقل لنا ما في قلبك ؟
 قال الرجل : يا أبا نصر ، سفري أقوى في قلبي !
 فتبسم بشر ـ رحمه الله ـ وأقبل عليه ،  وقال له : المال إذا جُمع من وسخ التجارات والشبهات اقتضت النفس أن تقضي به وطرا فأظهرت الأعمال الصالحات ، وقد آل الله على نفسه ألا يقبل إلا عمل المتقين . 
تقول داعية من الجزائر في رسالة على الشبكة العالمية عن كتاب الداعية زينب الغزالي ( أيام من حياتي )  :
" .. لقد تأثرت بكتابها كثيرا لما قرأته أول مرة و كنت حينها في المرحلة المتوسطة. و قد كان ممنوعا حينها في الجزائر و حينما طلبته من أحد أقربائي ردَّ قائلا: أتصلِّين الفجر في وقته؟ فأجبت بالنّفي ، فقال: لن أسلّمك الكتاب، فهو ليس للخاملين. حزّ ذلك في نفيسي كثيرا، و استصغرت نفسي و قد كنت حينها في مرحلة بداية الالتزام و عمري 14 سنة، و كان الحجاب نادرا، و قررت أن لا أقرأ الكتاب حتى أحافظ على صلاتي في وقتها، و كان ذلك. و قرأت الكتاب بدموعي و أشجاني و كل مشاعري،  و قررت أن أسير إلى الأمام ، و أن أخرج من الخجل الذي كان يتملكني و يمنعني من المشاركة في الحلقات، لقد غيَّرت كلماتها شخصيتي الصامتة إلى شخصية فاعلة تنظم الحلقات والدروس ،  فجزاها الله خيرا و جمعنا و إياها تحت ظلِّ عرشه.

ليست هناك تعليقات: