الثلاثاء، 5 مارس 2013

احذر التســــبيح ....



قال الفضيل بن العياض ـ رحمه الله ـ :
" ربما قال الرجل: لا إله إلا الله، أو سبحان الله، فأخشى عليه النار. قيل: وكيف ذاك؟ قال: يغتاب بين يديه، ويعجبه ذلك: فيقول: لا إله إلا الله، وليس هذا موضعه، وإنما موضع هذا أن ينصح له في نفسه، ويقول له أتق الله" .

ومثلها: أن يقال للرجل الشجاع الذي يقتحم الصعاب لإنقاذ إنسان أو لهزيمة عدو:( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة )  وقد وردت هذه الآية في سياق النفقة، والتهلكة هنا هي ترك الإنفاق في سبيل الله ، قال تعالى :
{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ  (195) }

ومثلها أن يُقال للرجل يريد أن يؤدب أولاد غيره من الأقارب والأهل فيقال له : ( أولى لك فأولى)  يقصدون ابدأ بأولادك ، والآية وردت في مقام التهديد والوعيد لمن كذب وتولى .

ومثلها أن يقال للرجل في السوق ( ادفع بالتي هي أحسن ) في باب التهديد والوعيد ، والأصل أن هذه الآية لمقابلة السيئة بالحسنة . 
ومثله قول بعضهم لشخص ما حلف بالله على أمر:  { وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } [البقرة :224] ويقصد أن لا يحلف هذا الشخص على كل شاردة وواردة ، ولكن معنى الآية مغاير تماما لما أراد، ولو أتمّ الآية لبان له المقصود منها :{ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}  ومعنى الآية  ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم:  لا تجعلن عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفِّر عن يمينك واصنع الخير.

ليست هناك تعليقات: