قال الفضيل بن العياض ـ رحمه الله ـ :
" ربما قال الرجل: لا إله إلا الله، أو سبحان الله، فأخشى عليه النار. قيل: وكيف ذاك؟ قال: يغتاب بين يديه، ويعجبه ذلك: فيقول: لا إله إلا الله، وليس هذا موضعه، وإنما موضع هذا أن ينصح له في نفسه، ويقول له أتق الله" .
ومثلها: أن يقال للرجل الشجاع الذي يقتحم الصعاب لإنقاذ إنسان أو لهزيمة عدو:( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة ) وقد وردت هذه الآية في سياق النفقة، والتهلكة هنا هي ترك الإنفاق في سبيل الله ، قال تعالى :
{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) }
ومثلها أن يُقال للرجل يريد أن يؤدب أولاد غيره من الأقارب والأهل فيقال له : ( أولى لك فأولى) يقصدون ابدأ بأولادك ، والآية وردت في مقام التهديد والوعيد لمن كذب وتولى .
ومثلها أن يقال للرجل في السوق ( ادفع بالتي هي أحسن ) في باب التهديد والوعيد ، والأصل أن هذه الآية لمقابلة السيئة بالحسنة .
ومثله قول بعضهم لشخص ما حلف بالله على أمر: { وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ } [البقرة :224] ويقصد أن لا يحلف هذا الشخص على كل شاردة وواردة ، ولكن معنى الآية مغاير تماما لما أراد، ولو أتمّ الآية لبان له المقصود منها :{ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ومعنى الآية ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم: لا تجعلن عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير ولكن كفِّر عن يمينك واصنع الخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق