الاثنين، 4 مارس 2013

عندما يقاتل الحمام ...!!


جاء في كتاب " هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس " :
" ..ومن صور تقاعس الخلفاء والسلاطين أمام الفظائع التي ارتكبها غزاة الصليبين في القدس وسواحل سوريا ولبنان ، فقد جمع أحد الوفود المُستنجِدة كيسا كبيرا مليئاًَ بقحف الجماجم وشعر النساء والأطفال ، ونثرها بين يدي المسئولين ، فكان جواب الخليفة لوزيره :
ـ  دعني أنا في شيء أهم من هذا ! حمامتي البلقاء لي ثلاثة أيام لم أرها .
 فقد كان للخليفة حمامة بلقاء اللون مدربة على الغلبة ونقر الحمام ، وهذه كانت لعبة شائعة بين الناس ، وكان الخليفة مولعا بها ويماثله الأغنياء والطبقات العالية .
وفي نفس العام الذي نزلت فيه الكارثة بالمدينة المقدسة كان سلاطين السلاجقة الثلاثة أبناء ملك شاه : محمد وسنجر وبركياروق يتحاربون من أجل النفوذ والسلطة ، ففي العام نفسه سار محمد على الري حيث وجد السيدة زبيدة والدة أخيه بركياروق فأمر بخنقها ، وحارب أخاه في خمس معارك هائلة .
من يهن يسهل الهوان عليه        ما لجرح بميت إيلامُ

أين ذهبت حمامة السلطان ؟!
قرأت خبرها بعد ألف عام ويزيد فقد ظهرت في ميناء العقبة ، وإليكم الخبر ...
بتاريخ 17 / 11/ 2004 نشرت الصحف مع أخبار قتل الجنود الأمريكان لجندي جريح في أحد مساجد الفلوجة خبرا مفاده :
نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر أردني رسمي قوله إن إسرائيل تشكو من أن الحمام الأردني يهدد سياحتها من خلال تعمد إلقاء فضلاته على مدينة إيلات الإسرائيلية ، وقال التقرير إن الحمام الأردني الذي يعيش على التقاط حبوب القمح الذي يرد ميناء العقبة المجاور دأب على التخلص من فضلاته عندما يريد ذلك فوق مدينة إيلات المجاورة والتي تعتبر منتجعا سياحيا مهماً . وأضاف التقرير أنه لم يصدر ردَّ فعل من جانب السلطات الأردنية . ويمثِّل الحمام الذي يأتي إلى ميناء العقبة قضية بيئية لإسرائيل التي كانت قد سعت سابقا مع السلطات الأردنية لتسوية القضية ولا يفصل بين إيلات والعقبة سوى بضعة أمتار على الخليج الضيق الواقع على البحر الأحمر . هل عرفتم الآن لماذا يقاتل الحمام وهو رمز السلام ؟!
لأن حكامنا وأمراءنا مشغولون عن المسجد الأقصى الذي تستباح فيه الحرمات وتنتهك فيه الأعراض بالبحث في الأسواق الغربية عن أحدث ربطات العنق ، ليقولوا لصانعيها قودونا حيثما شئتم ..
ولأن  الجيوش العربية من المحيط إلى الخليج تحولت إلى أحجار شطرنج جعلت شوارع العواصم العربية رقعة اللعب واتخذت من الشعوب المغلوبة على أمرها الخصم الأوحد !! 
ولأن طائرات العرب الحربية تحولت إلى طائرات لا تصلح إلا لرش مسيل الدموع والقنابل الدخانية  وقصف المواطنين الآمنين لأنهم يرفعون سبابة التوحيد مدفعا مضادا للذل والهوان !!
إنه قانون الاستبدال الذي حذرنا الله تعالى منه بقوله في سورة التوبة :

ليست هناك تعليقات: