الثلاثاء، 5 مارس 2013

الســـــــائحون و الســــــــائحات


لا تخلو الدعاية السياحية لبلد ما من صور النساء الفاتنات والأطعمة الشهيات ..
فما بالكم بسياحة تدعو للامتناع عن الطعام والنساء ..
تلك سياحة مختلفة ...
قال الله تعالى يعدد  صفات عباده الصالحين :
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِالْمُؤْمِنِينَ } (التوبة )
وقال مخاطبا نساء النبي   :
{َعسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًاِ }  [ التحريم : 5 ]
 قال بن جرير في تفسيره: أما قوله السائحون فإنهم الصائمون ..
وقالت عائشة ـ سياحة هذه الأمة الصيام .
وفي الحديث عن الرسول _ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ أنه قال:
( سياحة أمتي الصوم, ورهبانيتهم الجهاد ) .
وقال الفراء: سُمِّي الصائم سائحاً لأن السائح لا زاد معه.
وقال سفيان بن عيينة:
" إنما قيل للصائم سائح لأنه يترك اللذات كلها من المطعم والمشرب والمنكح " .  
وقال النقاش:
" هم سائحون لأنهم يجولون بأفكارهم في توحيد ربهم وملكوته، وما خلق من العبر والعلامات الدالة على توحيده وتعظيمه " .
هم السائحون بنفوسهم الزكية وأرواحهم الطاهرة في ملكوت الله في الدنيا، فسفر الروح يجمع القلب على الإيمان، وسفر الجسد يشتت القلب في زينة الحياة الدنيا ومباهجها.
تصوم أجسادهم في الدنيا لتفطر نفوسهم في الجنّة ..
قال رسول الله _ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  _:
( إن في الجنة لغرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام) إسناده حسن رواه ابن خزيمة في صحيحه .

قال مجاهد { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة } نزلت في الصائمين .

وفي الحديث عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله _ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  _ يقول :
 ( إن الجنة لتبخر وتزين  من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريحٌ من تحت العرش، يقال لها : المثيرة ، فتصفق أوراق أشجار الجنان، وحلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة، فينادين : هل من خاطب إلى الله فيزوجه؟  ثم يقلن الحور العين:  يا رضوان الجنة ما هذه الليلة؟ فيجبهن : هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنة على الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم )  رواه البهيقي ورواه الإمام أحمد.

يقول ابن رجب عن بعض السلف قال : " بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهم يأكلون، فيقال:  إنهم طالما صاموا وأفطرتم وقاموا ونمتم .

لكم سياحتكم ولنا سياحتنا.......
سياحتكم دنيوية دليلها الشهوة والمتعة، سياحتنا ربانية دليلها السمو والرفعة
سياحتكم النساء والشراب والطعام، وسياحتنا الصيام ، والقيام والاعتكاف . 
فلكم دينكم ولنا دين ..

ليست هناك تعليقات: