الثلاثاء، 5 مارس 2013

الحماية الشــــاملة .. من الحرب الشـــاملة ..

الحماية الشــــاملة .. من الحرب الشـــاملة ..   

منذ البداية أعلن الشيطان على عباد الرحمن حربا شاملة ،
 في معركة متواصلة ، يستبيح فيها كل الأسلحة..
 وصرّح دون مواربة أو تورية ما أبلغه الله تعالى لعباده في كتابه العزيز :
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)  ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)  } [ الأعراف ]

هذه الحرب الشاملة استوجبت عند أهل الإيمان حماية شاملة دائمة ، فنقرأ في مأثور الدعاء عن الرسول_ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  _ أدعية التأمين الشامل والحماية الشاملة والوقاية العامة، أو الهداية الشاملة في مواجهة جحافل شياطين الإنس والجن ، مثل قوله :
 ( اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا ).
ومن دعائه عليه الصلاة والسلام :
(اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي, و عن يميني و عن شمالي و من فوقى , وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) .
وورد عنه صلوات الله عليه :
( اللهم احفظني بالإسلام قائما, واحفظني بالإسلام قاعدا, واحفظني بالإسلام راقدا , ولا تشمت بي عدوا حاسدا ) .

تلك وغيرها أدعية نستطيع أن نطلق عليها أدعية الحماية الشاملة والوقاية الدائمة .
ولكن كيف مارسها الصالحون من قبلنا ، وكيف فهموها عمليا ؟؟  
الأحنف بن قيس هو أحد التابعين الصالحين، أعمل قانون الحماية الشاملة في النزاع أو الصراع مع الإخوان ، فوضع قاعدة :  
" ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور:
 إن كان فوقي عرفتُ له قدره،
وإن كان دوني رفعت قدري عنه،
وإن كان مثلي تفضلت عليه " .

ومن النماذج الفريدة في تطبيق هذه الحماية الشاملة ، ما جاء في التواضع :
قال رجل لبكر بن عبد الله: علمني التواضع.
قال : إذا رأيت من هو اكبر منك فقل: هذا سبقني إلى الإسلام والعمل الصالح فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني،
وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به،
وإذا رأيت منهم تقصيرا فقل هذا ذنب أحدثته " .

وآخرون طبقوها على العلم : 
قال ابن مهدي ـ رحمه الله ـ: كان الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في فهو في يوم غنيمته؛ سأله وتعلم منه،
وإذا لقي من هو دونه في العلم، علّمه وتواضع له،
وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه “.

الفهم العميق ، هو حسن التطبيق ..
فما فائدة النور إذا لم يهد حامله إلى الطريق ..
ربنا أتمم لنا نورنا وأدخلنا برحتك في الصالحين .

ليست هناك تعليقات: