الاثنين، 4 مارس 2013

الصَّحَـفيَّة البريطانية والطالبان


هذا عمر بن الخطاب يذهب إلى بيت أخته ليردها عن الإسلام فيعود مسلما ، ويصير من المبشرين بالجنة ومن صنّاع التاريخ الإسلامي ..
 وهذا عمير بن وهب الجمحي يذهب إلى المدينة ليقتل الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ ، فيعود إلى مكة داعيا للإسلام ، ويصير من قادة المسلمين العظام ...
وهذه  الصحفية البريطانية ( إيفون رايدلي ) التي تسللت إلى أفغانستان لتنقل صور ظلم الطالبان للمرأة فعادت تلبس لباس  المرأة الأفغانية وتدعو إلى الإسلام ..
 سبحان الذي يخرج الحي من الميت ...!!!
في شهر أيار  من عام 2005م ألقت  الصحفية البريطانية ( رايدلي ) محاضرة في مدينة الكويت بدعوة من ( مركز الوعي للعلاقات العربية الغربية ) تشرح فيها قصة دخولها إلى أفغانستان قبيل الحرب الأمريكية الصليبية على تلك البلد .
وجاء في محاضرتها : أن  مدير الصحيفة التي تعمل فيها طلب منها القيام بتحقيق صحفي فيه مخاطرة كبيرة ، يتمثل في  البحث عن طريقة لدخول أفغانستان ، فالحرب واقعة لا محالة ، والجريدة تبحث عن سبق صحفي لنقل الأحداث والصور من هناك ، وافقت (إيفون ) على القيام بالمهمة الخطرة ، وسافرت إلى باكستان ، ومن هناك دخلت عبر الحدود إلى أفغانستان متنكرة بزي امرأة أفغانية تلبس الشادور على جميع جسمها ، وفي الطريق ركبت على بغلة ، وحمّلت أغراضها عليها  ، وحدث أن سقطت الكاميرا من على ظهر الدابة ، فافتضح الطالبان أمرها ، وساقوها إلى السجن ، تقول الصحفية : " حتى عندما اكتشفوا أني إنكليزية ومتنكرة بعد أن سقطت مني الكاميرا وفضحتني على الحدود لم يفتشوني شخصيا بل استدعوا امرأة قامت بتفتيشي بعيدا عن أعين الرجال " كما تحدثت عن جرأتها عليهم وشتمها لهم ، ولكن ذلك لم يكن له أثر على رجال طالبان واستمروا في معاملتها بالحسنى .
وتواصل الحديث : "  ثم أحضر الطالبان امرأتين للإشراف على أمري وحراستي ، وكانتا في غاية اللطف وحسن الخلق ، وفَّـرتا لي كل ما أحتاج ، وبعد عشرة أيام في السجن  جاءني القاضي بلباسه الأبيض ، واستمع إلى إفادتي ، بأني صحفية من صحيفة إنجليزية وجئت للتغطية الإعلامية ولا دور أمني لي ، وبعد سماعه الإفادة  ، سألني ما إن كنت أرغب في اعتناق الإسلام، فكرت في أنني لو أجبت بنعم، فانه سيقول إنني امرأة متلِّونة، وإذا قلت لا، فربما تكون الإجابة تقليلاً كبيراً من شأن الإسلام،تركني وعاد ليصدر الحكم ، وكم كانت دهشتي كبيرة حين صدر الحكم : يطلق سراح السجينة ، بشرط أن تقرأ هذه الترجمة الإنجليزية من القرآن الكريم ، وخرجت .
لذلك وعدته بأنهم إذا أطلقوا سراحي فسوف أقوم بدراسة الإسلام عند عودتي إلى لندن، الأمر الذي بدأ كدراسة أكاديمية تحوَّل الآن إلى شيء أكثر روحانية، لقد تأثرت جدا بما اكتشفت .
وكشفت في محاضرتها عن سبب تحولها إلى الإسلام ، وهي تلبس ذات الزيّ الذي قدمه لها رجال طالبان في السجن ، فقد ختمت محاضرتها قائلة : " إنني ألقي عليكم محاضرتي باللباس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك ، وأحمد الله أنني سجنت في سجون نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير ، ولم أسجن في معتقل ( غوانتانامو) أو ( أبو غريب ) التابعين للنظام الديمقراطي الأمريكي كي لا يغطوا رأسي بكيس ، ويلبسوني مريولا برتقاليا ، ويربطوا رقبتي بحزام ،  ويجروني على الأرض عارية .

ليست هناك تعليقات: