الاثنين، 4 مارس 2013

ســـــجدة الشّــــــكر

ماذا يفعل الناس اليوم إذا بُشِّر أحدهم بقدوم نعمة أو زوال نقمة ؟
منهم من يرفع رجليه قافزا في الهواء ، أو يرفع يديه مصفقا بخيلاء ، ومنهم من يرفع عقيرته بالهتاف والصراخ ، ومنهم من يرفع سرعة سيارته ويطلق  زعيق أبواقها يدور في الشوارع ، ومنهم من يرفع سلاحه ويبدأ بإطلاق النار في الهواء ، وفي الآونة الأخيرة رأيت خريجي الجامعات يقذفون بطواقيهم في السماء ـ عرفت فيما بعد أن تلك ممارسة مأخذوة عن طلاب الجامعات الأمريكية تقليدا لرعاة البقر ساعة الوصول إلى الهدف ـ  ولو بحثنا في أصول الممارسات الأخرى مثل القفز والزعيق ولربما وجدناها مأخوذة من القرود في الغابة !!
ولكن ماذا فعل الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  عندما بشر بنعمة ؟
 هناك مسجد يقع  في الجهة الشمالية للمسجد النبوي على بعد 900 متر منه،يسمى اليوم مسجد أبي ذر ، ويطلق عليه أيضا مسجد السجدة ومسجد الشكر لسجود الرسول  ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  في موضعه  " سجدة الشكر " وذلك  حين بشره جبريل عليه السلام بأن من صلّى عليه صلى الله عليه ، ومن سلَّم عليه سلم الله عليه في حديث ورد عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
" خرج رسول الله ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ ، فتوجه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه قال : من هذا ؟ قلت عبد الرحمن، قال ما شأنك ؟ قلت : يا رسول الله سجدت سجدة حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال : " إن جبريل أتاني فبشرني فقال : إن الله عزَّ وجلَّ يقول : من صلَّى عليك صليت عليه، ومن سلَّم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً . أرأيتم الفرق ، الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  يخر ساجدا ، ويخفض جبهته لتلامس التراب ، ونحن نرفع عقيرتنا بالرصاص أو الصراخ أو قذف القبعات  في الهواء ، والفرق أن الرسول ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ  كان يرى النصر لحظة شكر لله تعالى عليه أن يشكره بسجدة الشكر .
ويقول العلماء :   سجدة الشكر تستحب عند هجوم نعمة كحدوث ولد أو مال أو قدوم غائب أو نصر على عدو، وعند اندفاع نِقمة كنجاة من غرق أو حريق . وهي كسجدة التلاوة المفعولة خارج الصلاة شروطًا وكيَّفيَّة.
وفي دراسة أجراها الدكتور (محمد ضياء الدين حامد) أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية بمركز تكنولوجيا الإشعاع المصري أوضح قائلا  : " معروف أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع ، ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهرومغناطيسية،فلا بد من وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة والمتوالدة بها ، وذلك عن طريق السجود للواحد الأحد كما امرنا ،حيث تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض ، ففي السجود تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض السالبة الشحنة ، وبالتالي تتم عملية التفريغ خاصة عند السجود على الأعضاء السبعة ( الجبهة والأنف والكفان والركبتان والقدمان) وبالتالي هناك سهولة في عملية التفريغ ، وتبين من خلال الدراسات أنه لكي تتم عملية التفريغ للشحنات لابد من الاتجاه نحو مكة في السجود وهو ما نفعله في صلاتنا ( القبلة ) لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم، وأوضحت الدراسات أن الاتجاه إلى مكة في السجود هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى مركز الأرض الأمر الذي يخلص الإنسان من همومه وانفعالاته ليشعر بعدها بالراحة النفسية .
"فليكس أبواجي"  لاعب من غانا لعب في صفوف النادي الأهلي المصري ، هداه الله تعالى ودخل في دين الإسلام ، وغيَّر اسمه إلى محمد كويني ، يقول عمّا أثر فيه ليتجه نحو الإسلام : أثار انتباهي صيام اللاعبين في شهر رمضان ، وأداؤهم للمباريات بنفس الجديّة ودون حجج نقص العناصر الغذائية في الجسم ، ولكن أشد ما أثار اهتمامي بالإسلام هي " سجدة الشكر "  التي كان يؤديها بعض اللاعبين عند تسجيلهم للأهداف.

ليست هناك تعليقات: